ما زال فيروس كورونا (كوفيد ١٩) يجتاح العالم، فالإصابات والوفيات في تزايد مستمر على الرغم من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومات الدول حول العالم للحد من انتشار هذا الفيروس، فقد بلغ عدد الإصابات نحو مليوني مصاب حول العالم، فيما تحاوز عدد الوفيات المائة ألف حالة من مختلف دول العالم. وبلا شك فقد تسبب هذا الفيروس بأضرار كبيرة على اقتصاد كثير من الدول والذي تطلب معه الميزانيات الضخمة لمجابهة هذا المرض.
ولاشك أن جائحة كورونا هي ابتلاء من الله عز وجل، والابتلاء هو سنة كونيةلم يسلمها منه أحد فقد ابتلى الله عز وجل الأنبياء والصالحين، فعن أنسٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: :إِنَّ أَعْظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ الله إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ" رواه الترمذي. وأما ما يتردد على أفواه البعض من أن فيروس كورونا هو عقاب من الله عز وجل فهذا لا يصح لأنه أمر غيبي لا يعلمه إلا الله.
وفيما يلي أدعية وبعض التوجيهات التي نسأل الله تعالى أن تكون حماية لنا من هذا الوباء:
* عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :"مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ" رواه أبو داود وغيره.
* الإكثار من قول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)".
* وَعَنْ أَبي هُريَرةَ رضي الله عنه عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَال: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَماتَةِ الأَعْدَاءِ" متفقٌ عَلَيْهِ.
* عنْ بِلاَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ".
*عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: لم يكنْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاء الدعواتِ حينَ يُمسي، وحينَ يُصبِحُ: "اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي".
وختامًا فيجدر بنا في ظل هذه المحنة أن نصبر وأن نحتسب وأن لا نجزع لما يحدث، قال تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ". وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الطاعونِ، فأخبَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “أنَّه كان عَذابًا يَبعَثُه اللهُ على مَن يَشاءُ، فجعَلَه رَحمةً للمُؤمِنينَ، فليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ" رواه البخاري .كما يجب علينا أن نفوض أمرنا لله عز وجل، لأننا نؤمن بقضائه وقدره، ونؤمن بأنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، قال تعالى: " قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا".
لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. جاء هذا العام مختلفًا عن بقية الأعوام السابقة فقد قدر الله عز وجل على العالم أجمع جائحة كورونا. في اليوم الرابع من شهر ذي الحجة من العام الماضي وفي مثل موسم الحج، كنا نستعد لركوب الطائرة متوجهين إلى مكة المكرم...